الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث أين اختفى أبو عياض؟

نشر في  01 أفريل 2015  (09:22)

في أواخر سنة 2013، أعلنت وسائل إعلام محلية تونسية عن إلقاء القبض على زعيم تنظيم أنصار الشريعة التونسي، سيف الله بن حسين، المعروف بأبو عياض. فيما نفت الجهات الرسمية ذلك، كما نفت الولايات المتحدة الأمريكية الأخبار التي راجت حول مشاركة قواتها في عملية الاعتقال.

ومنذ ذلك التاريخ اختفى أبو عياض تماما، بالرغم من الهزات الكبيرة التي تعرض لها تنظيمه في الداخل و الخارج في صراعه مع الدولة التونسية. لم يظهر في أي تسجيل صوتي أو مصور ولم يصدر له أي بيان. وفي هذا الصدد عرضت بوابة افريقيا الاخبارية اربع فرضيات ممكنة تفسر اختفائه كالتالي :

1- معتقل لدى القوات الأمريكية: اذ يرى العديد من المراقبين أن فرضية اعتقاله لدى القوات الأمريكية فرضية قوية ويمكن أن يكون في أحدى السجون السرية التي تملكها المخابرات الأمريكية أو في عرض البحر على متن أحد القطع العسكرية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط.

فمن المستبعد أن يكون قد تم ترحيله إلى واشنطن حيث يمنع القانون الأمريكي اعتقال المتهمين دون محاكمة. فقبله تم ترحيل نزيه الرقيعي المعروف بأبي أنس الليبي والذي توفي داخل سجنه وأبو ختالة المتهم بقتل السفير الأمريكي في بنغازي. وتتهم واشنطن أبو عياض بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في تونس في سبتمبر 2012.

2- متحصن في درنة معقل تنظيم الدولة الإسلامية: فرضية أخرى تبقى قائمة إذ تمكن العديد من قادة و عناصر تنظيم أنصار الشريعة بتونس من الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية بليبيا، وآخرهم أحمد الرويسي الذي لقي حتفه بداية الشهر الحالي، في مواجهات مسلحة مع ميليشيا فجر ليبيا في منطقة سرت وسط ليبيا.

3- متحصن في منطقة الصحراء معقل تنظيم القاعدة: وهذه الفرضية لها الكثير من الوجاهة خاصة وأن العديد من الخلافات قد شقت التنظيمات الجهادية في ليبيا بعد إعلان الخلافة على يد أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش. الأمر الذي يمكن أن يدفع أبو عياض إلى الهرب إلى منطقة الصحراء الكبرى حيث تسيطر القاعدة على قطاعات واسعة من المنطقة وكتيبة الموقعين بالدماء بقيادة مختار بلمختار المنشق عن القاعدة.

4- قتل في ليبيا في مواجهات كما حصل لبقية قيادات تنظيم أنصار الشريعة: وهذه الفرضية مستبعدة فأغلب القيادات الجهادية التي تقتل في المعارك يتم نعيها من طرف مختلف الجماعات الجهادية، كما حدث مع الزهاوي أمير جماعة أنصار الشرعية في ليبيا مؤخرا وبوكا القيادي في قوة الدروع.

من هو أبو عياض

من بين قادة التيار الجهادي في تونس ما بعد "الربيع العربي " برز  أبو عياض التونسي الى الحد الذي دفع البعض الى اعتبار ممثلا اميرا للسلفية الجهادية في تونس. وابو عياض  اسمه الحقيقي  سيف الله بن حسين ولد في تونس العاصمة  سنة 1965، انتمى إلى الحركة الإسلامية التونسية في ثمانينات القرن الماضي، خرج من تونس سنة 1991 بعد انطلاق الحملة الأمنية ضد الإسلاميين متوجها إلى المغرب الأقصى حيث درس الحقوق .

تابعته السلطات التونسية في المغرب فاضطر للخروج إلى لندن وتقدم بطلب اللجوء السياسي في 10 فيفري 1994 وبقي ينشط في السرّ هناك ولم يتلق الإجابة عن طلب اللجوء إلا في العام 2002 عندما كان متخفيا في باكستان وكان الرد بالرفض القطعي إضافة إلى عدم إمكانية الاستئناف، حيث اعتبر خطرا محدقا بالأمن القومي البريطاني.

في لندن تتلمذ  ايو عياض على يد المنظر الجهادي أبو قتادة الفلسطيني، حيث كانت لندن يومها قاعدة إعلامية خلفية للجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية وتصدر فيها نشرية "الأنصار" بإشراف أبو قتادة وأبو مصعب السوري القيادي في تنظيم القاعدة .

ويقول "بن حسين "متحدثا عن هذه الفترة "عندما كنت في لندن كانت لي علاقة وطيدة ولصيقة بالشيخ أبو قتادة -فك الله أسره- وتعلمت منه الكثير، وأتأسف لأني لم أتمكن من التفرغ لطلب العلم من الشيخ فالأشغال الدعوية كانت تصرفني عن طلب العلم من تلميذ وأستاذه، لكن هذا لا يمنع إني استفدت منه قدر الإمكان لأنه مدرسة حقيقية".

بعد الفترة اللندنية انتقل أبو عياض إلى أفغانستان إبان حكم الطالبان واستقر هناك حتى اندلاع أحداث سبتمبر 2001 وأسس تجمع الجهاديين التونسيين في جلال أباد سنة 2000، والتقى في هذه الفترة زعيم القاعدة أسامة بن لادن في مقره في قندهار في سبتمبر 2000،ليخرج  من أفغانستان في فيفري 2001 ويتنقل بين عدة دول وكانت آخر محطة هي تركيا أين وقع اعتقاله في 3 فيفري 2003 بسبب خطإ ارتكبه أحد رفاقه حين ذكره بكنيته في اتصال هاتفي .

بعد شهر من اعتقاله في تركيا تم تسليمه للسلطات التونسية ليحاكم بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة  والى تنظيمات إسلامية مختلفة، لتكون جملة الأحكام في حقه 68 سنة قضى منها 8 سنوات قبل أن يتم الإفراج عنه في  مارس 2011 بعد الثورة وفق ذات المصدر.